تخطى إلى المحتوى

التخبيب وعقوبته في القانون الكويتي

التخبيب وعقوبته في القانون الكويتي

في بعض القضايا الأسرية التي تُعرض على محاكم الأحوال الشخصية، يُلاحظ تدخل أطراف خارجية في العلاقة الزوجية بشكل يُفضي إلى تفكك الأسرة وزعزعة الاستقرار بين الزوجين. هذه التصرفات تُعرف قانونيًا وشرعيًا باسم “التخبيب”، وتُعد من الأسباب الشائعة التي تُسهم في حدوث الطلاق أو تدهور الحياة الزوجية.

في هذا المقال، نعرض لك تعريف التخبيب وعقوبته في القانون الكويتي، والركن المادي والمعنوي للجريمة، ودور المحامي في هذه القضايا.

يمكنك التواصل مع محامي في الكويت عبر الأرقام في صفحة اتصل بنا، أو عبر زر الواتس اب.

التخبيب وعقوبته في القانون الكويتي

التخبيب هو إفساد العلاقة الزوجية بين طرفين من قِبل شخص ثالث يتعمّد التدخل وتحريض أحد الزوجين على كره الآخر أو الطلاق منه، أو بثّ الفتن والتشكيك والتفرقة بينهما. ويُعتبر من الأفعال المذمومة شرعًا والمُجرّمة ضمنيًا في القانون الكويتي لما له من أثر سلبي على الأسرة والمجتمع.

ورغم أن قانون الجزاء الكويتي لا ينص على التخبيب كجريمة مستقلة، فإن الفعل يخضع للمساءلة القانونية من خلال:

  • دعوى مدنية بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية الناشئة عن التدخل في العلاقة الزوجية.
  • تكييف الفعل كتحريض غير مشروع أو تدخل في شؤون الغير، ويُلاحق في حالات إثبات النية والإضرار الفعلي.
  • الاستناد إلى المبادئ الشرعية التي تجرّم الإفساد بين الزوجين، وهو ما تأخذ به محاكم الأحوال الشخصية عند النظر في دعاوى الطلاق أو التعويض.

ويختلف تقدير العقوبة حسب طبيعة التدخل، ونتيجته، والأدلة المتوفرة، وتتراوح بين تعويض مدني معتبر، وتسجيل سابقة قانونية ضد الفاعل.

أركان جريمة التخبيب

لثبوت قيام التخبيب كفعل قانوني يستوجب التعويض أو المؤاخذة، يجب توفر ركنين أساسيين:

  • الركن المادي: وهو كل سلوك فعلي صادر عن الغير يؤدي إلى إفساد العلاقة الزوجية، مثل:
  1. تحريض الزوجة على طلب الطلاق.
  2. بثّ الأكاذيب عن الطرف الآخر.
  3. تسهيل الخيانة أو تشجيع الابتعاد.
  4. تقديم دعم أو استشارة هدفها التفريق وليس الإصلاح.
  • الركن المعنوي: ويتمثل في القصد الجنائي أو الإرادة الواعية للإفساد، أي أن يكون الفاعل مدركًا لما يقوم به، ومتعمدًا خلق الفُرقة أو زعزعة الثقة بين الزوجين. وهو عنصر أساسي في مساءلة المتسبب، ويُستدل عليه من ظروف وسياق الأفعال.

دور المحامي في قضايا التخبيب

تُعتبر قضايا التخبيب من القضايا الحساسة والمعقدة، نظرًا لارتباطها بالحياة الزوجية، مما يجعل دور المحامي محوريًا في إثبات الجريمة أو الدفاع عنها:

  • دراسة الحالة وتقييم الموقف القانوني: يقوم المحامي بتحليل الوقائع بدقة لتحديد ما إذا كان السلوك محل الشكوى يُشكّل حالة تخبيب يُمكن رفع دعوى بشأنها.
  • جمع الأدلة وإعداد الملف القانوني: يساعد في جمع المستندات الداعمة، مثل الرسائل أو الشهادات أو أي وسيلة إثبات تُظهر تدخل الغير في العلاقة الزوجية.
  • رفع دعوى تعويض أمام المحكمة المدنية: يتولى المحامي إعداد صحيفة الدعوى وصياغتها بطريقة قانونية محكمة للمطالبة بالتعويض عن الضرر النفسي أو الاجتماعي.
  • التمثيل أمام محكمة الأحوال الشخصية: في حال كانت القضية مرتبطة بدعوى طلاق أو حضانة، يتولى المحامي الدفاع عن مصالح موكّله في جميع مراحل الدعوى.
  • الدفاع عن المتهم بالتخبيب: إذا كان الموكل متهمًا بالتدخل، يعمل المحامي على إثبات حسن النية أو نفي وقوع أي ضرر مباشر سبّبه تدخل موكله.

الأسئلة الشائعة

التخبيب هو تدخل شخص ثالث بقصد إفساد العلاقة بين الزوجين أو التحريض على الطلاق.

يمكن إثبات التخبيب بالمراسلات، التسجيلات، شهادات الشهود، أو أي دليل يُثبت التدخل والنية.

وبهذا نصل إلى ختام مقالنا حول التخبيب وعقوبته في القانون الكويتي، حيث استعرضنا المفهوم القانوني للتخبيب وأركانه.

تبيّن أن مثل هذه القضايا تحتاج إلى فهم قانوني دقيق لحماية الحقوق، لذلك يُنصح دائمًا بالاستعانة بمحامي في الكويت لتقديم الاستشارة القانونية ورفع الدعوى بطريقة صحيحة تحفظ حقك.

اطلب استشارة قانونية